حدد العلماء الطفرات الجينية التي من المحتمل أن تسبب سرطان الدم (cancer) في دراسة رائدة جديدة، ويمكن لهذا الاكتشاف العلمي المذهل أن ينقذ الأرواح من خلال مساعدة الأطباء على التعرف على اللوكيميا (Leukemia) في وقت مبكر.

طفرات تزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم
ودرس باحثون في جامعتي إدنبرة وجلاسكو في اسكتلندا دور خلايا معينة تنتج جميع خلايا الدم الأخرى في الجسم، وهي التي تسمى “الخلايا الجذعية المكونة للدم والخلايا السلفية” وهي ضرورية لنمو الدم البشري.
ويمكن أن تحمل هذه الخلايا طفرات سيئة أن تزيد من خطر إصابة الشخص بسرطان الدم ، وإذا تطورت الكثير من هذه الطفرات، فإن خطر الإصابة بالسرطان يزيد بشكل أكبر.
ويعد اكتشاف هذه الطفرات بمزيد من التفصيل مهم في مساعدة الباحثين في تحديد التغيرات الجينية التي من المحتمل أن تتسبب في أمراض مثل سرطان الدم بشكل أفضل.

الشيخوخة تزيد فرص الإصابة بسرطان الدم
ومع تقدم الإنسان في العمر ، يمكن أن يتضرر نظام الدم وترتفع فرص الإصابة بسرطان الدم بشكل كبير، وغالبًا ما يستغرق التحقيق في آثار الشيخوخة على الدم سنوات من الدراسة قبل تقديم النتائج.
وتسهل معرفة الناس أن لديهم هذه الطفرات، في مراقبتهم عن كثب لتشخيص وعلاج أمراض مثل سرطان الدم في وقت مبكر.
وتعاون الباحثون بالدراسة مع مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، وهي أكبر منظمة مستقلة لأبحاث السرطان في العالم.
تغييرات تطرأ على خلايا الدم
ونظر الخبراء في التغييرات التي طرأت على خلايا الدم لأشخاص في اسكتلندا كانوا يشاركون في دراسة حالية، والتي تجمع البيانات مع تقدم العمر، على مدى 12 عامًا، و كان جميع المشاركين البالغ عددهم 85 أكثر من 70 عامًا.
ووفقًا لجمعية اللوكيميا والأورام اللمفاوية ، يتم تشخيص شخص واحد في الولايات المتحدة بمرض اللوكيميا كل ثلاث دقائق تقريبًا.
وفي المملكة المتحدة ، حيث أجريت الدراسة ، يتم تشخيص أكثر من شخص واحد كل ساعة ، أو 28 شخصًا كل يوم ، بسرطان الدم ، وأكثر من 40 % من حالات سرطان الدم الجديدة تحدث لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 75 عامًا وأكثر.
الكشف المبكر عن التحول إلى سرطان الدم
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة ، كريستينا كيرشنر، من جامعة جلاسكو: “ستساعد هذه الطريقة في تمهيد الطريق نحو الكشف المبكر عن التحول إلى سرطان الدم لدى كبار السن ، وتقليل تكاليف العلاج على هيئة الخدمات الصحية الوطنية وتحسين النتائج للمرضى”.
وقالت داون فارار المدير بمركز أبحاث سرطان الدم بالمملكة المتحدة: “هذه اكتشافات جديدة ومثيرة.”
وأضافت: “القدرة على اكتشاف اللوكيميا في أقرب فرصة لدى كبار السن قد توفر خيارات لعلاجات أقل قسوة لكنها فعالة، وإن تحديد الخطر المستقبلي للإصابة بسرطان الدم قد يوفر في النهاية إمكانية الوقاية وبالتالي إنقاذ المزيد من الأرواح.”
اختبارات الدم السرطانية
ويعمل العلماء منذ سنوات على تطوير آليات للكشف المبكر عن السرطان قبل ظهور الأعراض على المريض. وقد توصلوا إلى إنشاء اختبارات دم قد تساعد على تحري الإصابة بالسرطان مبكرًا. وتتحقق فحوصات الدم هذه، من شظايا الحمض النووي التي تفرزها الخلايا السرطانية وتسمى هذه الاختبارات بـ “الخزعات السائلة” وتساعد مرضى السرطان في تكييف علاجهم والتحقق من عودة الأورام.
ويأمل العلماء في أن تساعد هذه الاختبارات الأشخاص الذين لا تظهر عليهم علامة الإصابة بالسرطان، عبر الكشف مثلًا عن الأورام في البنكرياس والمبيض والمواقع الأخرى التي ليست لديها طريقة فحص موصى بها.
وقال جوشوا أوفمان من شركة “غريل” المنتجة لهذه الاختبارات، في حديث سابق إلى “العربي”: “إذا تمكنّا من العثور على هذه السرطانات في مراحل مبكرة قبل ظهور الأعراض على هؤلاء الأشخاص.. يتم تقديم العديد من الخيارات لعلاجهم على نحو أفضل وغالبًا ما تكون قابلةً للشفاء”.
وتخطط “غريل” ومقرها كاليفورنيا للحصول على موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية على اختباراتها، لكن لا يزال من المبكر معرفة تأثير إضافة اختبارات الدم السرطانية لأنظمة الرعاية الصحية الروتينية، على تحسن صحة الناس وبالتالي تخفيض معدل الوفيات جراء السرطان.