أنطلق الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية في جولة خارجية تشمل مصر والأردن وتركيا، وأصدار الديوان الملكي السعودي بيانًا في 20 يونيو، كشف فيه عن تفاصيل الجولة التي تكون محطتها الأولى القاهرة في زيارة تستمر يومين، تعد الزيارة الرابعة لمصر منذ مبايعته وليا للعهد قبل 5 سنوات، لتكون محطة القاهرة أكثر دولة توقف فيها الأمير السعودي، وأوضح البيان أن الجولة بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز استجابة للدعوات المقدمة له من تلك الدولة.
نص البيان الملكي:
بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، وانطلاقاً من حرص مقامه الكريم على التواصل وتعزيز العلاقات بين المملكة والدول الشقيقة في المجالات كافة، واستجابة للدعوات المقدمة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله -، فقد غادر سموه بحفظ الله ورعايته هذا اليوم الاثنين 21 / 11 / 1443 هـ الموافق 20 / 6 / 2022م لزيارة كل من (جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية تركيا) حيث سيلتقي سموه خلال هذه الزيارات بقادة هذه الدول؛ لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
محمد بن سلمان يصل القاهرة
وفي الساعات الأولى من مساء الاثنين 20 يونيو 2022، وصلت طائرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية لمطار القاهرة الدولي وكان في استقباله الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحل ضيفاً عزيزاً على وطنه الثانى مصر في زيارة تستغرق يومين”.
ملفات على طاولة ولي العهد والسيسي
الرئاسة المصرية كشفت أن الزيارة تستمر ليومين، وتتضمن الزيارة عقد مباحثات ثنائية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي العهد، ستتناول مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها فى مختلف المجالات، فضلاً عن التباحث حول القضايا السياسية الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية العميقة والتاريخية بين القاهرة والرياض والتى تهدف إلى تحقيق الامن والاستقرار والتنمية والسلام برؤية موحدة لصالح البلدين والشعبين الشقيقين وللأمتين العربية والاسلامية.
دلالات الزيارة الـ4 لولي العهد للقاهرة
عكست الزيارة الرابعة للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي، للقاهرة،و كون القاهرة المحطة الأولى في الجولة الإقليمية للتأكيد على عمق الشراكة بين الدولتين، ضمن حراك عربي سياسي كبير تشهده المنطقة، بدأ بقمة مصرية بحرينية وبعدها قيمة ثلاثية مصرية إردنية بحرينية احتضنتها مدينة شرم الشيخ المصرية، وما قبلها زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للسعودية ودولة الإمارات.
تنسيق الملفات قبل زيارة جو بايدن للخليج ومصر
فيما يرى خبراء أن زيارة ولي عهد المملكة، وتوالي زيارات قادة الخليج على مصر مرتبطة بشكل رئيس، بمناقشة عدد من الملفات المتعلقة بزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منتصف الشهر المقبل للسعودية، واجتماعه بقادة دول الخليج ومصر والعراق والأردن، وتوحيد الرؤى والمواقف العربية.
كمت توقع خبراء أن يكون على طاولة المباحثات عدة ملفات من بينها ، تداعيات العملية الروسية في أوكرانيا، والعلاقات العربية، العسكرية والأمنية والاقتصادية، بروسيا والصين، بالإضافة لمناقشة قضايا التعاون في مجالات النفط والطاقة النووية والأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، والتوترات مع إيران ومواجهة المليشيات الإرهابية التي تسعى لزعزعة استقرار المنطقة .
حراك عربي لصياغة تحالف إقليمي
قمة مصرية بحرينية أحتضنتها مدينة شرم الشيخ المصرية بين السيسي و الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، تلتها قيمة ثلاثية مصرية بحرينية أردنية بين السيسي و الملك عبدالله الثاني ملك الأردن وملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، تلاها قمة بين الرئيس السيسي وولي العهد السعودي، هي ثالث قمة عربية تستضيفها مصر لليوم الثالث على التوالي، وهو ما يشير لوجود حراك عربي لصياغة تحالف إقليمي، في ظل الأزمات التي تمر بها المنطقة ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها، إضافة إلى الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب ضمن نهج شمولي.
تحالف سياسي واقتصادي وأمني
دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، ومواجهة التحديات التي تواجهها، كانت حاضرة على طوالة المفاوضات في القمم الثلاثة، وهو ما يشير لوجود توافق عربي على ضرورة تدشين تحالف إقليمي ذات أبعاد سياسية وأمنية واقتصادية لتنسيق المواقف وتوحيد الرؤى وتعزيز التكامل، وخاصة بعد التحديات التي تشهدها المنطقة على خلفية الأزمة الأوكرانية، وما ترتب عليها من تداعيات وتحديات طالت مختلف دول العالم.
قمة مصرية سعودية بالاتحادية
استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي عهد المملكة العربية السعودية، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين”.
وأكد الرئيس المصري الحرص على الاستمرار في تعزيز التشاور والتنسيق مع شقيقيه جلالة الملك وولي العهد تجاه مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، وكذلك موضوعات التعاون الثنائي، وذلك في إطار العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين مصر والسعودية، والتي تعكس الإرادة السياسية المشتركة ووحدة المصير.
و أشاد الرئيس بالتطور الكبير والنوعي الذي شهدته العلاقات المصرية السعودية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، والنمو الملحوظ في معدل التبادل التجاري وحجم الاستثمارات، مشيراً سيادته إلى الحرص المشترك للمضي قدماً نحو مزيد من تعميق وتطوير تلك العلاقات.
تطور العلاقات المصرية السعودية في المجالات كافة
من جانبه؛ نقل سمو الأمير محمد بن سلمان إلى الرئيس تحيات أخيه العاهل السعودي، مؤكداً أن زيارته الحالية لمصر تأتي تعزيزاً لمسيرة العلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين واستمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدوري والمكثف بين مصر والسعودية حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، بما يعكس التزام البلدين بتعميق التحالف الاستراتيجي الراسخ بينهما، ويعزز من وحدة الصف العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي تتعرض لها المنطقة في الوقت الراهن، موضحاً تطلعه لأن تضيف هذه الزيارة قوة دفع إضافية إلى الروابط المتينة والممتدة التي تجمع بين الدولتين على المستويين الرسمي والشعبي.
التصدي لما تواجهه الأمة من تحديات وأزمات
كما أكد ولي العهد السعودي أهمية استمرار التنسيق والتشاور المكثف وتبادل وجهات النظر بين مصر والسعودية للتصدي لما تواجهه الأمة العربية من تحديات وأزمات، والوقوف أمام التدخلات في الشئون الداخلية للدول العربية على نحو يستهدف زعزعة أمن المنطقة وشعوبها، مشيداً في هذا الإطار بدور مصر المحوري والراسخ كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، ذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة في ضوء ما يتوافر لدى الجانبين من فرص استثمارية واعدة، فضلاً عن الاستغلال الأمثل لجميع المجالات المتاحة لتعزيز التكامل بينهما.
أمن الخليج كامتداد للأمن القومي المصري
كما تطرق اللقاء إلى عدد من أبرز الملفات المطروحة على الساحتين الدولية والإقليمية، حيث عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً على مواصلة بذل الجهود المشتركة للتصدي للمخاطر التي تهدد أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة، حيث شدد الرئيس في هذا الإطار على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج كامتداد للأمن القومي المصري ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.
كما توافق الجانبان على اهمية القمة المرتقبة التي سوف تستضيفها المملكة العربية السعودية الشقيقة بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية.