صنفت من أغرب الثقافات وأغرب الديانات في العالم.. عبادة وتقديس الأطفال والفتيات الصغيرات حتى سن البلوغ في النيبال في أعلى جبال الهيملايا، حيث ينتشر هذا التقليد وتلك الديانة بين الهندوس والبوذيين تحت مسمى (الكوماري)، وفتاة صغيرة قادها الحظ لتصبح إله في ثقافة النيبال، وسبب اختبار فتاة وليس فتى لاعتقادهم أن الحياة تولد من رحم المرأة وكملة كوماري تعني عذراء.
إقرأ أيضًا:-
عبادة الفئران في الهند..في معبد كارني ماتا الفأر مقدس ويأكل في أواني فضة Karni Mata
الوثنيين الأفارقة.. مئات القبائل تعبد الأصنام في أفريقيا حتى الآن؟! (Religion in Africa)
الكوماري ألهة النيبال وعبادة الأطفال
فتاة من عمر سنتين أو 3 سنوات تعبد وتعتبر ألهه حرفيًا لدى ملايين البشر في النيبال، مجرد زيارتها في المعبد والنظر اليها تجلب لك الحظ والسعادة في حياتك وإذا أبتسمت لك وهذا نادر متوقع أن تموت قريبًا وفأل سيئ، أما اذا كنت سعيد الحظ وأستطعت لمس الفتاة فهذا يعني أنك ستكون من أغني الأغنياء وتعطي كل ما تتمنى وتحل عليك البركة.
فما هي القصة وكيف أصبحت تلك الطفلة أله يعبد من دون الله وما هي قدراتها الخارقة التي جعلت الشعب النيبالي يعبد فتاة صغيرة وتستمر تلك الثقافة منذ 700 عام حتى اليوم.
تريشنا شاكيا كوماري النيبال
تريشنا شاكيا فتاة تبلغ من العمر 3 سنوات فقط ولدت في النيبال لعائلة متوسطة من السكان الأصليين، وتعد الطفلة تجسيد لالهة هندوسية تسمى (دورجا)، هذه الالهه تتجسد في الفتيات الصغيرات فقط .
أغرب قبائل إفريقيا..المرأة زوجة لكل الرجال في هذه القبيلة والرجل يتزوج 70 امرأة(شعب الماساي) Maasai
قبيلة نساؤها عاريات و تبادل الزوجات بين الأصدقاء مقدس والنساء هدايا للضيوف ويمنع الاستحمام(الهيمبا)
الطفلة تريشنا كانت تعيش في أسرة متوسطة ومنزل بسيط وبمجرد تجسد الالهة فيها تم نقل عائلتها لقصر فخم مجهز خصيصا للطفلة التي تصير أله ويعمل على راحة الطفلة جيش من الخدم، ويرافق الفتاة للقصر الأب والأم وأخواتها، حتى لا تشعر الطفلة بالحزن أو الخوف، ولا يسمح للطفلة بمغادرة القصر نهائيا، الإ في أيام المهرجان الذي ينظم سنويا لمدة 13 يومًا ، وخلال المهرجان تعرض الطفلة الصغيرة أمام ملايين الأشخاص اللذين يزورن المعبد في موكب مهيب للتبرك، وتجوب شوارع المدينة محمولة في موكب.
أغرب طقوس الزواج في العالم لدى عمالقة الكون.. قبائل الدينكا جنوب السودان
ولا يسمح للطفلة بالسير وسط الحشود أو وضع أقدمها على الأرض نهائيا، بل يتم حملها من طرف الخدم من مكان لمكان أخر حتى الحمام يتم حملها وتقضي حاجتها دون أن تملس أقدمها الأرض.
معبد الكوماري في النيبال
وداخل المعبد تجلس الكوماري على كرسي فخم وتتزين بمساحيق التجميل ولا يسمح لها أن ترتدي سوى الملابس الحمراء، وترسم على جبينها عين ثالثة لتدل على مكانتها الالهية، ولا تلمس أقدامها الأرض بل يحملها الأب أو الأم من مكان لأخر لاجلاسها على كرسي المعبد، لتستقبل مئات والالاف الزوار الذين يقدمون القرابين ويسجدون لها.
ويقدم الزوار للكوماري أفخم الهدايا والذهب والمجوهرات والثياب والأحذية، لنيل البركة والرضا، وسعيد الخظ من تقوم الكوماري بلمس جبهته، فلا يسمح للزوار بلمس الكوماري، فالهنودس والبواذيين يؤمون بقدرتها الخارقة على الشفاء ومنح البركة.
(شعب الماساي) أغرب قبائل إفريقيا..المرأة زوجة لكل الرجال في هذه القبيلة والرجل يتزوج 70 امرأة Maasai
ومن الغريب أن الكوماري يتم تدريبها على أن لا تتحدث مع أحد ولا ترد ولا تبتسم أو تقوم بأي تعابيرعلى وجهها ولا رد فعل بل صامت جامد، حاد، ولا يمكن لمسها، طالما هي في المعبد، ولو ابتسمت لك الكوماري احتمال أن تموت أو تتبعك لعنه طوال حياته.
- كيف أصبحت تلك الطفلة أله وما هي قدراتها الخارقة ؟
لكي تصبح الطفلة إله يجب توافرعدة معايير واجتياز عدة اختبارات لمعرفة هل الالهة قبلت الطفلة أم لا؟، ويتم اختيار الكوماري في طقوس سرية من قبل فلكيين طاعنين في السن ووفق شروط قاسية وصارمة وغير عادية وأول معيار هو السن يتم اختيار الفتيات ما بين سنتين و4 سنوات، ويجب أن يكون مخططها الفلكي مناسب مع تقويم الملك في النيبال، وبعدها يتم تقييم الفتيات على 32 بندًا وصفة الهية جسدية محددة وفق أعتقادهم، فائقة الجمال، بشرتها وعينها صافية مثل الشمس، وأسنانها سليمة وجميلة، وكاملة، ولم تفقد سن من أسنانها، لا تعرف الخوف، الرموش مثل البقرة سيقان مثل الغزلان والصوت واضح مثل البطة، جسدها خالي من العيوب والجروح، وتخضع الطفلة لاختبارات سرية لمعرفة هل الفتاة تبكي أو تخاف بسرعة، ويتم ذبح جاموس أمام الفتاة اذا بكيت تقصى واذا لم تبكي تجتاز هذا الاختبار للاختبار الذي يليه.
دولة الموسو أغرب شعوب الأرض تحكمها النساء وتضطهد الرجال المرأة بالزواج من عدة رجال
6 شعوب وقبائل في العالم تحكمها النساء ويحرم الرجال من حقوقهم
وحال انطباق كافة معايير اختيار الكوماري ونجاح 2 أو 3 في كافة الإختبارات يتم وضعهم في غرفة مظلمة واختيار كوماري منهم في الظلام، وبمجرد انتهاء الاختبار يتم تنصيبها وتنقل للقصر والمعبد وتصبح الفتاة رسميا إله تعبد، وتوفر الحكومة للطفلة كل ما تريد في قصرها، وتقدم لها أغلى الهدايا والقرابين لنيل بركتها.
تفقد الكوماري رمزيتها وتتغير كل حياتها مع بلوغها ونزول أول دورة حيض تعود لفرد عادي في المجتمع وتنصب كماري بدل منها ، ولكن يخصص لها احتفال يدوم 12 يومًا للاعلان عن تقاعدها وتعود بعدها للحياة الطبعية التي لم تمارسها ابدًا منذ لحظة ولادتها.
الطفلة لا تظل دائما إله بمجرد بلوغها ونزول الدورة يتم استبدالها بطفلة أخرى، المشكلة أن الفتيات اللاتي عشن ألهة لفترة طويلة لا يستطعن المشي بسهولة ويتم تعليمهم المشي في سن البلوغ بدل الطفولة لان من شروط الكوماري أن لا تلمس الأرض وتبقى أرجلها مرفوعة عن الأرض ولا تمشي.
زي ما قلنا الكوماري بيتبدلوا لما تجيهم أول دورة حيض ، وفي حالات نادرة لا تأتي الدورة لبعض الكوماري ومع وصول 15 سنة يتم تبديلها وتظل الكوماري الرسمية في منزلها طوال حياتها.
يعتقد الشعب النيبالي أن الطفلة الكوماري بعد تقاعدها لا يمكنها الزواج ، فالأسطورة النيبالية تقول أن الرجال الذين يتزوجون من الهة سابقين يموتون وهم صغار بالتالي يخاف الرجال من طلب الزواج من الفتيات اللاتي كن كماري في الصغر.
- منظمات حقوق الطفل تحارب ثقافة الكوماري
الكثير من منظمات حقوق الإنسان والطفل حاولت طوال السنوات الماضية محاربة تلك الثقافة وفشلت والحكومة تمسكت بثقافة الشعب، فالطفلة لا تخير في ذلك والكثيرات تأثرن بالتجربة وظللن طوال حياتهم في ثوب الكوماري.
المنظمات رفعت دعوى قضائية لوقف تلك الثقافة باعتبارها عمالة اطفال وتمنع الطفلة من حق التعلم طوال فترة عملها كوماري، ورفضت الحكومة الدعوة وسمحت بتعليم الطفلة داخل قصرها ودفع مبلغ مالي لها ولاسرتها طوال حياتها.
موضوعات ذات صلة:
أسرار وغرائب قبيلة الهيمبا الأفريقية.. يؤمن بتبادل الزوجات والنساء هدايا للضيوف ويجلسن عاريات