أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، دليل الحج والعمرة، شمل مبطلات الحج وكفاراته، وكفارة ترك واجب من واجبات الحج، وكفارة الجماع في الحج، وكفارة الإحصار، وكفارة العجز عن الذبح، وكفارة قتل الصيد، وكفارة فعل محظور من محظورات الإحرام.
اقرأ أيضًا:-
ما هي واجبات الحج السبعة بالترتيب؟ و ما حكم من ترك واجبا في الحج؟
هل يجوز أن أنيب من يرمي عني الجمرات؟
مبطلات الحج وكفاراته
• يبطل الحج بالجماع قبل الوقوف بعرفة باتفاق الفقهاء؛ لقوله تعالى: فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَج ﴾ [البقرة: ١٩٧]. والرفث هو الجماع، والواجب على الحاج حينئذ إكمال النسك، ثم قضاؤه مع الهدي في عام مقبل. أما الجماع بعد الوقوف بعرفة، ففيه تفصيل سنذكره – إن شاء الله- في الصفحات القادمة.
•ومن لم ينو الإحرام بالحج لم ينعقد حجه أصلًا.
• ومن فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج وعليه أن يتحلل بعمرة.
• ومن ترك طواف الإفاضة لم يتم حجه حتى يطوف سبعة أشواط عند الجمهور، ومن ترك السعي بين الصفا والمروة فلا يتم حجه عند الجمهور خلافًا للحنفية فقد قالوا: إن السعي واجب ينجبر بدم.
فائدة
يعتبر الحج هو الجهاد الأكبر للنفس ولشهواتها ولملذات الدنيا، فالحاج في انقطاع للعبادة، وعلى هذا فإن الجماع من مفسدات الحج؛ لأنه التفت إلى مطالب جسده عن مطالب قلبه وروحه.
الكفارات
وهي الأمور التي وضعها الشارع للتكفير عن فعل محظور من محظورات الحج لجبر الخلل الذي أوقعه الحاج فيه، والكفارات كلها واجبة على التراخي، وإن كان الأولى التعجيل بها، وهي:
أولًا: كفارة ترك واجب من واجبات الحج
من ترك واجبًا من واجبات الحج (كرمي الجمرات الثلاث والمبيت بمزدلفة ليلة العيد ـ والحلق أو التقصير) لزمه الإتيان به إن كان وقته باقيًا، وإن مضى وقته أو عجز عن أدائه بدون عذر وكان متعمدا، عالما بالحكم فعليه فدية، وهي عبارة عن شاةٍ تجزئ في الأضحية، تُذبح في الحرم وتوزع على فقرائه، ويجوز أن يشترك سبعة في بقرة أو بدنةٍ، فمن لم يجد فعليه صيام عشرة أيام ثلاثة منهم في الحج وسبعة إذا رجع إلى وطنه؛ لقوله تعالى: ﴿ فَمَن تَمَنَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الحَج فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجَ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تلك عَشَرَةُ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ) “البقرة: ١٩٦”.
والكفارة على الترتيب فلا ينتقل من الهدي إلى الصيام إلا عند عدمه.
وأما من ترك طواف الوداع فعليه دم عند جمهور الفقهاء، ولا شيء على الحائض أو النفساء لتركها طواف الوداع؛ لما روي عن سيدنا ابن عباس : أَمِرَ النَّاسُ أَنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بِالْبَيْتِ، إِلَّا أَنَّهُ خُفِّفَ عَنِ الْحَائِضِ» [أخرجه البخاري].
ثانيا : كفارة الإحصار
والإحصار هو المنع من أداء المناسك بمرض أو بعدو أو نحو ذلك كتعطَّلِ السُّفن والطائرات.
وكفارته عبارة عن ذبح شاة تجزئ في الأضحية؛ لقوله تعالى: وأتموا الحج والعمرة لِلَّهِ فَإِنْ أَحْصِرْتُمْ فَما استيسر من الهدي ﴾ [البقرة: ١٩٦). ومكان الذبح – عند الحنفية – هو الحرم، ولا يحل من إحرامه إلا بعد الذبح، فإن لم يكن بالحرم أرسل بالهدي أو بثمنه إلى من يذبح عنه
بالحرم. ویری جمهور الفقهاء أن مكان الذبح حيث أحصر، ولا يشترط الحرم.
فإذا عجز عن الذبح:
فالأصح عند الشافعية: أن ينتقل إلى الإطعام، فتقوم الشاة بالنقد، ثم يشتري به طعامًا ويطعمه، فإن عجز عن الإطعام صام عن كل مُدَّ من الطعام الذي قومت به الشاة يوما. ولا يتحلل من إحرامه إلا بعد الذبح والحلق أو التقصير، فإن انتقل إلى الصوم تحلل في الحال.
ویری الحنابلة : أنه ينتقل إلى الصيام فيصوم ثلاثة أيام وسبعة بعد
رجوعه إلى أهله، ولا يتحلل إلا بعد الذبح أو الصوم. * فإذا زال الإحصار، وتمكن المحرم من إتمام ما أحرم به -أي
الحج أو العمرة فلا شيء عليه.
* أما إذا لم يزل الإحصار، وتحلل المحرم أو لم يتم ما أحرم به: فإذا كان ما أحرم به فرضًا كحجة الإسلام، فإنه يلزمه القضاء في قابل. وإن كان ما أحرم به سنّة أو تطوعًا، فعليه القضاء عند الحنفية خلافًا للجمهور.
فائدة يستحب لمن يخشى عدم إتمام نسكه لمانع من مرض أو غيره، أن يقول عند إحرامه: لبيك اللهم
حجا فإن حبسني حابس فمحلي حيثُ حبستني. فمن قال هذا عند
الإحرام فلا فدية عليه إذا أحصر.
ثالثا : كفارة قتل الصيد :
أجمع العلماء على أن المحرم إذا صاد متعمدا ذاكرًا إحرامه، فعليه الجزاء المذكور في قوله تعالى: يَتَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُم وَمَن قَنَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءُ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ، ذَوَا عَدْلٍ مِنكُمْ هَدْيَا بَلِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَرَةُ طَعَامُ مَسَكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا ليَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ ﴾ “المائدة :٩٥”.
ويدخل في القتل الإعانة عليه بكل السبل، أما الناسي لإحرامه والمخطئ، فلا شيء عليهما؛ لقوله تعالى: وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءُ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ ﴾ “المائدة :٩٥”
والكفارة أن يُهْدِي مثله من النَّعم، وهي: الإبل، والبقر، والغنم، فينظر في الصيد، فإن كان له مشابه من النّعَم بحكم اثنين من ذوي العدل، أهدى هذا المثل، أو أن يشتري بقيمته طعامًا، أو أن يصوم عن كل مد يومًا .
والكفارة هنا واجبة على التخيير كما دل على ذلك سياق الآية.
رابعا : كفارة فعل محظور من محظورات الإحرام
وهي الأمور التي يُحظر على المحرم فعلها، ومنها حلق شعر الرأس، واستعمال الطيب، ولبس المخيط، وتقليم الأظافر بعد عقد الإحرام، ومن المحظورات الخاصة بالرجال لبس القميص والبرانس والسراويل والعمائم والخفاف ولبس النقاب وهو خاص بالمرأة، كما
يحرم على المحرم لبس القفازين وغير ذلك من المحظورات. فمن فعل هذه المحظورات متعمدا عالما فعليه الفدية، وهي ذبح شاة، أو التصدق بثلاثة آصع من طعام على ستة مساكين (ومقدار الصاع ٢ كيلو و ٤٠ جرامًا تقريبًا)، أو صوم ثلاثة أيام.
خامسًا: كفارة الجماع
الجماع هو المحظور الأكبر من محظورات الإحرام؛ لقوله تعالى: الحَةُ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جدَالَ فِي الْحَج ﴾ [البقرة: ١٩٧]
والرفث هو الجماع ومقدماته، فالجماع أعظم محظورات الإحرام حتى إن العلماء قالوا إنه يستوي فيه العامد والجاهل والشاهي والنَّاسي والمكره.
واتفق الفقهاء على أن من جامع قبل الوقوف بعرفة فقد فسد حجه، ويلزمه أن يُكفر بشاة وقيل ببدنه، ويلزمه أن يتم حجه ثم يقضي في عام مقبل. * أما إذا وقع الجماع في الحج بعد الوقوف بعرفة، ففيه تفصيل على النحو الآتي:
– إذا وقع الجماع بعد رمي جمرة العقبة وقبل طواف الإفاضة، فالحج صحيح وعليه بدنة عند الحنفية والشافعية، وعليه شاة عند المالكية والحنابلة.
– أما إذا وقع الجماع بعد الوقوف وقبل رمي جمرة العقبة، فعند الحنفية، ورواية عند المالكية الحج صحيح، ويلزم التكفير ببدنة.
وفي رواية أخرى للمالكية، وعند الشافعية والحنابلة، الحج فاسد، ويلزم القضاء في عام مقبل، ويلزم التكفير بشاة عند المالكية، والتكفير ببدنة عند الشافعية والحنابلة.
كما يلزمه إكمال النسك وإتمام الحج مع الحجيج، فإتمام العبادة الفاسدة من خصائص الحج فقط.
والاختيار في الكفارة بين البدنة والشاة يرجع إلى قدرة الحاج واستطاعته لختلاف الفقهاء فيها.
موضوعات ذات صلة:
هل يجوز للمرأة أن تسعى بين الصفا والمروة وهي حائض؟.. الإفتاء تجيب
هل تطوف المرأة الحائض؟ وهل يجوز أن تأخذ دواء يُؤخَرُ الحيض؟
كيفية السعي بين الصفا والمروة.. شروطه وضوابطه و مستحباته ووجباته
ما هي الأعمال التي ينبغي القيام بها قبل السفر إلى الحج والعمرة؟
كيفية الطواف الصحيح حول الكعبة.. بدايته وشروطه وسننه وماذا بعد ركعتي الطواف؟
أدعية مأثورة للحجاج يستحب للمسافر للحاج وعند الإحرام ودخول الحرم
هل الحج من بمال حرام يسقط فريضة الحج؟
محظورات ومباحات الاحرام بالصور للنساء والرجال في الحج والعمرة
سؤال وجواب عن ملابس وحذاء الإحرام الرجال والنساء في الحج والعمرة
الوقوف بعرفات.. شروطه وسننه ومكروهاته للرجال والنساء في الحج
أحكام الوقوف بعرفات للرجال والنساء في الحج وحكم من لم يدرك الوقوف بعرفة؟
هل يجوز سفر المرأة للحج بدون محرم؟.. الإفتاء تجيب
حكم أداء فريضة الحج للمخالف؟ وعقوبة الحج بدون تصريح وحكم حج المقيم
