إمارة الدرعية دولة التأسيس موطن الأمجاد والبطولات وأساس الحكم التي شهدت اللبنة الأولى لتأسيس أعظم دولـة قامت في المنطقة في تاريخ الجزيرة العربية، والتي أحتضنت الدولة السعودية الأولى، تأسست الدرعية دولة المدينة عام 850هـ / 1446م على يد الأمير مانع بن ربيعة المريدي الجد الثاني عشر للملك عبدالعزيزرحمهما الله.
إقرأ أيضًا :-
الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود.. مسيرة رائد البناء الإمام الثاني للدولة السعودية الأولى
من هو الإمام محمد بن سعود بن مقرن.. مؤسس الدولة السعودية الأولى
ماذا تعني رموز شعار يوم التأسيس السعودي الـ5 (العلم والنخلة والصقر والخيل والسوق)
ملابس يوم التأسيس السعودي للرجال والنساء والأطفال (زي يوم التأسيس السعودي)
زي يوم التأسيس السعودي.. أجمل تصاميم ملابس يوم التأسيس للأطفال والكبار
مؤسس الدرعية
تكونت في الأصل من منطقة غصيبة مقراً للحكم، والمليبيد أرضاً للزراعة ، واتسعت حتى اشتملت أحيائها منطقة وادي حنيفة وما جاورها، وأهتمت بطريق الحج ويسرت مرور الحجاج من شرق الجزيرة العربية وشمالها الشرقي.
تضمنت منطقة زراعية لوقوعها على وداي حنيفة حتى تمكنت من تصدير الفائض الزراعي للبلدان المجاورة، و أصبحت مركزاً للعلم ومنارة للمعرفة والتنوع ، الثقافي، بنسبة عالية من السكان.
موقع الدرعية عاصمة التأسيس
تقع الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى في وسط الجزيرة العربية، وتحديداً في إقليم اليمامة الذي يحتل مساحة كبيرة من الجزيرة العربية، حيث يبلغ طوله من الشمال إلى الجنوب ما يزيد على ١٠٠٠ كم وعرضه ٥٠٠ كم، وتتوسطه سلسلة جبال طويق الشهيرة التي تغنى بها الشعراء.
وتشمل اليمامة عدداً من الأقاليم من أشهرها “العارض” و”الوشم” و”سدير” و”الفرع” و”الأفلاج” و”وادي الدواسر”، وعشرات الأودية التي تخترق سهولها وجبالها، كما أن فيها عدداً من العيون الشهيرة، ومن أشهرها “الخضراء” و”هيت”، وقد كانت اليمامة تسمى “الخضراء “؛ لخصوبة تربتها وكثرة أشجارها.
يعد “وادي حنيفة” من أهم أودية الجزيرة العربية؛ إذ يحتل موقعا استراتيجيًا في إقليم اليمامة، إذ يمثل هذا الوادي منطقة جذب للاستقرار البشري ومحطة مهمة وسط الجزيرة لقوافل الحج والتجارة على مختلف الحقب التاريخية.
وتقع الدرعية على ضفاف وادي حنيفة” الذي كان يعـرف قديماً باسم “وادي العرض”.
قال الأصمعي: “أخصـب ذلــك العـــرض وأخصبــت أعـــراض المدينة وهـ قراها التي في أوديتها”، وقال في ذلــك أبـو كوني: “عرض اليمامة، وادي اليمامة، ينصــب مـــن مهــب الشـمال ويفرغ في مهب الجنوب ممـا يلـي القبلة، فهو في باب الحجر، وما حولـه مـن القرى تسمى السفوح والعرض كلـه لبني حنيفة إلا شيء منه لبنـي الأعـرج مـن بنـي سعد بن زيد مناة بن تميم”.
وفي زمن “طسم” و”جديس” وعند استقرار بنو حنيفـة تميز وادي حنيفة بالخضرة والنضرة وكثرة المياه الجاريـة مـن مياه الأمطار والأنهار والعيون، وفي ذلك يقول ابن خلدون بأن “طسماً وجديســـاً كانوا ساكني اليمامة، وهي إذ ذاك من أخصب البلاد وأعمرها، وأكثرها خيراً وثماراً وحدائق وقصوراً”، ويستطرد ابن خلدون في حديثه فيقول : “بقيت اليمامة بعد طسم يباباً لا يأكل ثمرها إلا عوافي الطير والسباع حتـى نزلهـا بنـو حنيفـة”.
وتعد جبال طويق أو جبل طويق أو جبال العارض أو عارض اليمامة، مــن أهـم المعالم الجغرافية في اليمامة، وهي سلسلة جبلية تكوّن هضبة ضيقة، تقع في وتمتد جبال طويق على مسافة ١١٠٠ كلم ، تبدأ من صحراء نفود الثويرات في منطقة القصيم، مرورا بوادي الدواسر، وصولا إلى مشارف صحراء الربع الخال.
سميت السلسة الجبلية بـ “طويق” تصغيرًا لـ”طوق”،حيث تبدو مرتفعاتها على شكل طوق، تنتشر على أطرافها المستوطنات البشرية التي يعود وجودهـا إلـى مـا قبل التاريخ، ويمر من خلالها طريق مرصوف بالحجارة عبرته القوافل قديما لأغراض الحج والتجارة.
علاوة على مكانتها التاريخية، شغلت جبال طويق حيزا مــن الشعر القديم والمعاصر، وأشار إليها ولي العهد الأمير محمد ابن سلمان في أثناء كلمته في مؤتمر مبادرة الاستثمار فـــي الرياض عام ١٤٤٠ هـ (٢٠١٨م)، قائلا:
همة السعوديين مثل جبل طويق”.. تمثل جبال طويق الأيقونة الرسمية لمشروع مدينة القدية، أحد أكبر المشروعات الترفيهية والرياضية والثقافية ضمن رؤية المملكة ٢٠٣٠، فعلى أحد سفوحها التي تبعد ٥٠ كلـم عن العاصمة الرياض يستقر مشروع مركز مدينة القدية، حيث يصل ارتفاع الجبـل إلــى ٦٠٠ متر عند منطقة المشروع.
أسست عشيرة “المردة” من “الدروع” من بني حنيفة مدينة شرقي الجزيرة العربية على ساحل الخليج العربي، أطلقوا عليها اسم “الدرعية” نسبة إلى العشيرة، وذلك بعد أن انتقلوا من وسط الجزيرة العربية في القرن الرابع الهجري لظروف عدم الإستقرار آنذاك، ونتيجة لعودة عشائر بني حنيفة إلى حجر اليمامة بعد عودة الاستقرار إليها تلقى مانع بن ربيعة المريدي الحنفي وهو في بلدته الدرعية شرق الجزيرة العربية دعوة ابن عمه حاكم مدينة حجر في اليمامة وهو ابن درع للقدوم بالعشيرة والاستقرار في منطقة أجداده وأسلافه.
انتقل “مانع بن ربيعة المريدي الحنفي” وأفراد عشيرته من الدرعية في شرق الجزيرة العربية إلى وسطها لتأسيس الدرعية الجديدة عام ٨٥٠هـ ( ١٤٤٦م) ، وقد عبر خلال رحلته من شرق الجزيرة العربية رمال الدهناء القاحلة مؤمناً بشخصيته المستقلة الراغبة في تأسيس دولة واسعة تحقق الأمن والاستقرار، وهو ما أورثه ذريتـه مـن بعـده.
استقبل ابن درع ابن عمه وعشيرته في وادي حنيفة، وأقطعه موضعي “غصيبة” و”المليبيد” اللذين يقعان شمال غرب مدينـة حجر، فجعل مانع “غصيبة” مقراً له ولحكمـه وبنى لهـا سـوراً، وجعل “المليبيد” مقراً للزراعة.
ويعد هذا الحدث أبرز أحداث الجزيرة العربية في العصر الوسيط، فقد كان قدوم مانع اللبنة الأولى لتأسيس أعظم دولـة قامت في المنطقة في تاريخ الجزيرة العربية بعد دولة النبوة والخلافة الراشدة.
وكان حلـم بنــاء دولة في جزيرة العرب يراود بعض العقلاء، وذلـك لمـا اعتـرى هـذه المنطقة الجغرافية من الإهمال الذي استمر عدة قرون، ولسيطرة أعراق أخرى على بعض أجزاء الأراضي العربية، وعلى شعوبها ومقدراتها.
وعند دراسة ظاهرة مدينة الدرعية التي أسسها مانع المريدي في منتصف القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي)، وما نتج بعد ذلك، يتبين لنا من معطيات عدة أنه أسس الدرعية لتكون المدينة الدولة القابلة للتوسع مع الأيام، ونستشف من مواقف أمراء الدرعية منذ الأمير مانع أن هناك دستوراً عائلياً للحكــم ركز على فكرة الدولة، وعلى العنصر العربي، وهـذا مـا جعل هذه المدينة لا تقوم على عصبية قبلية، وإنما على أساس دولة عربية.
حين نتأمل في الموقع الجغرافي لمدينة الدرعية يتضح لنا أنه موقع إستراتيجي لعاصمة دولة كبرى، فمن أبرز المقومات لذلك وقوعها على واحد من أهم الأودية في نجد وهو “وادي حنيفة”، عدا أنها تقع على أحد أهم الطرق التجارية القديمة، ذلك الطريق الذي تعد الدرعية في قلبه، والذي يأتي من جنوب شبه الجزيرة العربية مروراً بنجران ثم يتجه شمالاً إلى اليمامة ثم الدرعية حيث يتجه إلى الشمال نحو دومة الجندل وإلى الشرق نحو العراق وإلى الغرب نحو الحجاز .
ويعد هذا الطريق هو طريق الحاج القادم من فارس والعراق ووسط آسيا، الذين كانوا يواصلون سيرهم عبر الدرعية إلى مكة المكرمة.
وازدادت أهمية هذا الطريق بعد تأسيس الدرعية على يد مانع المريدي الذي سعى هو وأبناؤه وحفدته إلى تأمينه وخدمته.
وبتأسيس الإمام محمد بن سعود للدولة السعودية الأولى أصبح هذا الطريق من أبرز الطرق التي تمر بها قوافل التجارة والحج، نتيجة لسياسة الإمام محمد بن سعود بتأمين هذا الطريق والارتباط بعلاقات مع القبائل التي يمر من خلال مناطقها، والاتفاق معها على ضبط الأمن وتقديم الخدمة اللازمة للمستفيدين منه.
وكان السائد في بلدات المنطقة أن تكون البلدة في أول تأسيسها خاصة بأسرة واحدة، وبعد مرور عقـود مــن السـنين تسمح هذه الأسرة لأفراد أو عوائل محددة بالانتقال إلى بلدتهم بناءً على اتفاق بينهم. وهذا ما لا نلاحظه في الدرعية، فمنذ نشأتها وهي موئل للعرب الآخرين الذين هاجروا إليها من أنحاء الجزيرة العربية وخارجها ، فأقام فيها أو زارها كثيرون من مناطق من جزيرة العرب.
والمتابع لدولة المدينة “الدرعية” يلاحظ أنها تتوسع وتضيق بحسب الاستقرار السياسي فيها، وهذه الأمور والدروس والتجارب المتراكمة الطويلة فهمها الإمام محمد بن سعود، الذي – بفضل الله ثم بفضل عبقريته – انتقلت دولة المدينة في “الدرعية” إلى مرحلة الدولة، التي تعارف المؤرخون على تسميتها بـ “الدولة السعودية الأولى”. وكانت الدولة السعودية منذ تأسيسها حتــى يومنا هذا دولة عربية خالصة بحكامها وشعبها.
ماذا تعني رموز شعار يوم التأسيس الـ5
طبقا لدليل يوم التأسيس يحوي شعار يوم التأسيس على 5 رموز وهي الرمز العلم السعودي والنخلة، والصقر ، والخيل العربية والسوق، خمسة عناصر جوهرية تعكس تناغماً تراثياً حياً، وأنماطاً مستمرة، ولكل من تلك الرموز دلالة ورمز وهي كالتالي:-
- • الخيل في شعار يوم التأسيس
الخيل العربي في صحراء الجزيرة العربية، علاقة ذات جذور عميقة منذ القدم؛ حيث المهد الأول للخيل في الجزيرة العربية كمـا أثبتت الاكتشافات الأثرية الحديثة بالمملكة العربية السعودية ، وعلى أراضيها استؤنست الخيول لأول مرة في تاريخ العالم، ويعود ذلك إلى 9 آلاف عام مضت من تاريخ البشرية .
ارتبطت الخيول العربية بالأصالة منذ القدم، وكان أول من ركب الخيل قبل الإسلام من العرب، هو سيدنا إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام. وبعد الإسلام وردت في الخيل أحاديث نبوية تعزز من مكانتها فـ” الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامةِ، وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط یدھ بالصدقة”، فزادت العلاقة ما بين العربي والخيل إلى حد أن أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأن ينقي صاحب الخيل الشعير لها.
وقد ارتبط حضور الخيل والفروسية بتاريخ الجزيرة العربية، وخلّد المؤرخون والشعراء أسماءها وسلالاتها وفرسانها وأوصافها وأفعالها، ولم تنفك عن الذكر منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى حتى وقتنا الحاضر، حيث حرص الأئمة على اقتناء نجائب الخيل واحتكار بعض أنواعها ، وهو ما أعطاها قيمة معنوية ومادية أكثر من ذي قبل، ويذكر
ابن بشر في كتابه “عنوان المجد في تاريخ نجد”: “أن الإمام سعود بن عبدالعزيز كان يملك في مرابطه ألفاً وأربعمئة فرس ، هذا غير ما يملكه أبناؤه وأتباعه”.
وكان لاهتمام أئمة الدولة السعودية الأولى بمرابط الخيل والخيول العربية الأصيلة وعنايتهم بها دور في إنقاذها وتكاثرها في المنطقة، كما انتشر كثير من المرابط لدى القبائل والأسر الكبيرة في أنحاء البلاد السعودية، لتسهم في تحسين سلالات الخيول العربية الأصيلة وحفظها في الجزيرة العربية.
وقد كان الإمام سعود بن عبدالعزيز عظيم الاهتمام بأصايل الخيل، وكان يمتلك أفضل المهار العربية، ومنها ألف وأربعمئة فرساً، منها ستمئة فرس يركبها رجال انتقاهم من شجعان البوادي.
وكان ينفق على الخيل الغالي والنفيس ، وقد اشترى أكثرها بأثمان باهظة جداً، عُرف عنه أنه دفع مبلغًا يساوي خمسمئة وخمسين أو ستمئة جنيه إسترليني ثمنًا لفرس واحدة وكان يبقي منها ثلاثمئة أو أربعمئة في الدرعية دائمًا، وبقيتها في منطقة الأحساء، لوجود الأعلاف المناسبة لها. وكان لديه فرس مفضلة اسمها ( كريعة) يركبها دائمًا في حملاته العسكرية حتى أصبحت مشهورة في جزيرة العرب كلها، وقد سمح الإمام سعود لكل واحد من أبنائه باتخاذ حاشية تتكون من ١٥٠ خيالاً وكان لدى عبدالله في حياة أبيه نحو ٣٠٠ خيال.
- • النخلة في شعار يوم التأسيس
عندما تتراءى لــك شبه الجزيرة العربية لأول مرة وترى تلك النخيل السامقة في أرضها ستعلم يقيناً بأنك لم تضل الطريق، فقد ضربت النخلة جذورها في أرض الدولة السعودية واحتلت مكانة مرموقة استطاعت بها أن تكون جزءًا أساسياً من الهوية والثقافة والتراث السعودي وكذلك مصدراً من مصادر الدخل بما تنتجه من تمور بأنواع مختلفة.
لم يقتصر عطاء النخلة على ثمرة التمر وسد رمق العيش فحسب، بل أمدت أجدادنا وآباءنا من سعفها وجريدها وجذوعها ليصنعوا كثيراً من المستلزمات الضرورية لمعيشتهم، كالمنسف والحصيرة والمهفة والسفرة والمبرد والزنابيل والسلال والقفاف (جمع قُفة) والأبواب والأقفال (المجرا) وغيرها كثير، تلك هي النخلة الفارعة الطول والممتدة القامة والمتجذرة في غياهب الأرض المعطاءة والسخية.
والتمور هي ثمرة النخلة وسيدة السفرة ومصدر الضيافة الرئيس في البيت السعودي، إذ لا يكاد يخلو بيت في وسط الجزيرة أو شمالها أو شرقها أو جنوبها أو غربها من تمرة الكرم ورمز العطاء، ويبقى الاختلاف في الأنواع المنتجة، إذ إن نخلة الشمال تنتج نوعاً لا تنتجه نخلة الشرق، ونخلة الوسط تنتج ما لا تنتجه نخلة الغرب، وهكذا فالنخلة كريمة متنوعة العطايا أينما حلت تعطينا من الثمر أطيبه.
في الدرعية – حاضرة الدولة السعودية الأولى ومبتدأ أمجادها المتوالية – تبهرنا النخلة بكرمها وسخائها وتعدد أنواعها، إذ نجد من التمور الخضري والمكفزي ونبتة سيف، وعندما نذهب شمال غرب الدرعية باتجاه القصيم نجد كرم نخيلها يساقط علينا أنواعاً من لذيذ ثمرها، كالرشودي والقطار المعروف بحلاوته ولذته حيث ورد ذكره في إحدى قصائد شاعر من القرن الثاني عشر في وصف بديع:
مني سلام عد مأمور الامطار من مزنة كنه شخانیب قـــــــاره
ألذ وأزين من مراطيب قطار لا جابه الخراف وسط الغضارة
أما شرقاً فتشرق لنا الأحساء بتاريخها الممتد وبمزارع نخيلها الوارفة وبتمورها الشهية، وأشهرها تمر الخلاص الذي أصبح رمزاً من رموزها إلى يومنا الحاضر، ثم نذهب شمالاً فتتراءى لنا الجوف بحلوتها التي تغنى بها الشعراء وكتب عنها الرحالة، حيث تغنى بها أحد الشعراء قائلاً:
لي جالك اللي يشتهون التعاليل من حلوة الجوف نقلط قدوعه
حلوة هل الجوف نماها هو الكي يطرب نماها في عوالي فروعه أحلى من الشهد المصفى محاليل لا ذاقها الجيعان يضيع جوعه
- • السوق في شعار يوم التأسيس
السوق دكاكين أو موائد مبسوطة على الأرض ، تُعرض عليها البضائع، ولا تزال مثل هذه الأسواق تُقام إلى يومنا هذا في القُرى، أو في الأرياف، ومن هذه الأسواق ما ينعقد كل أسبوع، ومنها ما لا ينعقد إلا مرة في الشهر، أو مرةً في السنة، ومنها ما ينعقد مرة في بضع سنين، وقد شهدت الدولــة السعودية الأولى في عهد أئمتها أوج اتساعها الجغرافي والسياسي، وبلغت أقصى قوتها ومجدها، وتعددت مصادر الدخل وثروات سكان مركز الدولـــة في الدرعية، وانعكس ذلك على الأسواق التجارية، والقصور السكنية، والرقعة الزراعية، وتوافد ذوي الخبرات والصناعات من داخل الدولة وخارجهـا إلــى الدرعية، ونتج عن ذلك تمتع الناس في الدرعية بحياة اقتصادية جيدة.
كان كثير من مواطني الدولة السعودية الأولى يعملون في مهنة التجارة التي تمثل موردا أساسيا لأهل البلدة إلى جانب الزراعة والفلاحة، وكان نمـــط أسواق الدولة السعودية الأولى على شكل دكاكين تصطف في الشوارع الواسعة بجوار القصر والمسجد، حيث تتسع للمتسوقين وبضائعهم ودواب النقل التي ترد إلى السوق لنقل البضائع أو لعرضها للبيع.
هذه الأسواق كانت تسمى الموسم، وهي لهجة محلية تعني موضع البيع والشراء ، ولا تعني المواسم المؤقتة للبيع، بـل هـي دكاكين دائمــة مملوءة بالبضائع، يزدحم بينهـا المتسوقون والمارون بها، واشتهرت الدولة السعودية الأولى بأسواقها العامرة، في نجد والحجاز وتهامة.
- • الصقارة في شعار يوم التأسيس
تعد رياضة الصيد بالصقور من الرياضات والهوايات الشهيرة في مجتمع الجزيرة العربية وهي إحدى أصناف علم “البيزرة ” المعروف في تراثنــا العربي، وقد طوع الإنسان الجوارح من أجل الصيد الذي كان لسببين: الأول من أجل أن يجد لقمة عيشه، والآخر ترفيهي لقضاء وقت ممتع.
وأرتبط الصيد بالعرب منذ القدم، وقد كان ينظر لرياضة الصيد بالصقور على أنها رياضة للملوك والزعماء والأعيان، وتحدث الرحالة الأجانب في زيارتهم لمناطق الجزيرة العربية عن هذه الرياضة، وقد كان أفضل أنواع الصقور التي كان لها شعبية كبيرة الحر والشاهين والوكري.
وكل أنواع الصقور تأتي مهاجرة إلى الجزيرة العربية حيث تصاد فيها أو يؤتى بها مستوردة من مواطنها الأصلية، وذلك فيما عدا الوكري وشاهين الجبل المتوطنة في الجزيرة العربية.
إبان فترة الدولة السعودية الأولى، كانت الصقور من الهدايا التي تهدى بين شيوخ القبائل رمزاً للصلح في حال الخلافات بينهم، كما اشتهرت بعض القبائل بالصيد بالصقور، وقد تحدثت المصادر عن اهتمامهم بهذه الرياضة وشغفهم الكبير بصيد طير الحبارى، وهذا الطير من الطيور المهاجرة التي تأتي إلى الجزيرة العربية من أواسط آسيا إلى منطقة الخليج العربي فيتمركز وجودها في شمال شرق الجزيرة العربية وشرقها حتى أطراف الربع الخالي.
- • العلم في شعار يوم التأسيس
العلم رمز للوحدة والانتماء والوطنية، وترفع الأعلام في المعارك لرفع روح الوطنية والانتماء للمحاربين، كما أنها ترفع في الدور الحكومية والمناسبات.
للعلم عدة أسماء منها: الراية، واللواء، والبيرق، والعلم السعودي الحالي ما هو سوى امتداد لعلم الدولة السعودية الأولى.
وقـد مــر العلم السعودي بعدة مراحل حتى وصوله إلى شكله الحالي، وكانت أول تلك المراحل في عهد المؤسس الإمام محمـد بـن ســعود، وكان علمـاً أخضر مشغولاً من الخز والإبريسم ، ويكون جزؤه القريب من الحامل أبيض، واللون الأخضر يرمز إلى النماء والعطاء والرخاء ، وتتوسطه كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله، وقد استمر هذا العلم حتى الدولة السعودية الثانية.
في عهد الملك عبدالعزيز – رحمه الله- اتخذ علم الدولة السعودية الأولى مع إضافة سيف تحت كلمة (لا إله إلا الله). واعتمد شكل العلم السعودي وهو علم أخضر مع كتابة كلمة التوحيد باللون الأبيض متوسطة العلم وفي أسفله السيف المسلول الذي يرمز للقوة موازياً لكلمة التوحيد.
موضوعات ذات صلة:
كلام عن يوم التاسيس.. أجمل ما قيل عن يوم التأسيس السعودي (عبارات عن يوم التأسيس)
أجمل عبارات عن يوم التأسيس السعودي..عبر عن فخرك واعتزازك وولائك للوطن
أجمل 100 تغريدة وعبارة عن يوم التأسيس السعودي (تغريدات عن يوم التاسيس السعودي)
رسم عن يوم التأسيس سهل للاطفال..أجمل رسومات عن يوم التاسيس السعودي للتلوين
يوم التأسيس السعودي في كلمات الملوك والحكام وولي العهد (Saudi founding day)
20 فكرة لخطة وبرنامج الإحتفاء بـ يوم التأسيس” في المدارس السعودية
أفكار مدرسية للإحتفاء بـ يوم التأسيس السعودي ..فعاليات وبرنامج الإحتفاء في المدارس