أغرب طقوس الموت والدفن الأكثر رعباً على وجه الأرض.. طقوس جنائرية الأكثر تعقيدًا وتفصيلًا والأغلى ثمنا على متسوى العالم تتجاوز 200 مليون من العملة المحلية لتلك الدولة للفقراء ومليار للأغنياء، مراسم دفن ليس ساعة أو يوم بل لمدة 5 أيام متواصلة..الميت لا يدفن بمجرد وفاته بل يستمر في منزله لمدة سنوات باعتباره مريض ويحقن بالفورمالين حتى لا يتعفن ويتحلل، يدفنون جثث الأطفال في قلب الأشجار، وجثث الكبارتعلق في الكهوف.
إقرأ أيضًا:-
عبادة وتقديس الأطفال والبنات الصغار في النيبال حتى سن البلوغ Kumari (صور وفيديو)
عبادة الفئران في الهند..في معبد كارني ماتا الفأر مقدس ويأكل في أواني فضة Karni Mata
ثقافة ليست موجودة في أي مكان في العالم، فأغلب الديانات والشعوب تؤمن بأن إكرام الميت دفنه مع اختلاف طقوس الدفن، ولكن تلك القاعدة معكوسة لدى قبائل توراجا الإندونيسية، فهي تؤمن بأن إكرام الميت ليس دفنه مباشرة بل ببقائه أطول مدة ممكنة مع عائلته، يحنط بالفورمالين ويوضع له الطعام والشراب والسجائر ويغير ملابسه يوميًا كأنه لا يزال حي، بل ويزوره أقاربه بشكل دوري ويقدمون له السجائر.
طقوس الموت قبائل توراجا الإندونيسية
في هذا التقرير ستتعرّفون على أغرب طقوس الموت والدفن على وجه الأرض.
محطتنا اليوم في أندونسيا وبالتحديد في جزيرة سولاويسي – إحدى أهم جزر أرخبيل إندونيسيا – وهي عبارة عن مرتفعات وسواحل يقطن المسلمين على السواحل والمسيحين في المرتفعات، وفي المرتفعات توجد أقلية التوراجا أو قبائل التوراجا ويتجاوز عددهم المليون شخص كل مجموعة لديهما ملك خاص يحكمهم منقسمون لـ32 مجموعة، لا زالت تلك الأقلية تتمسك بمعتقداتها القديمة والغريبة ما قبل وصول الأديان لها حتى الأن.
الوثنيين الأفارقة.. مئات القبائل تعبد الأصنام في أفريقيا حتى الآن؟! (Religion in Africa)
أغلبية شعب توراجا (أي: أهل الأعالي) يعيشون جنوب سولاويسي، أكثر من 80% من التوراجا إما بروتيستانت أو كاثوليك، والبقية من المسلمين، رغم أن 85% من سكان إندونيسيا من المسلمين.
قبائل توراجا يعيشون مع جثث الأموات
ويعتقد سكان توراجا أن الأشخاص لا يموتون حقاً بل إن أرواحهم تبقى موجودة مما يجعلهم يحتفظون بالجثث لشهور، ولسنوات، أغلب منازل قبائل التوراجا لديهم أموات بالبيت، فالموتى عند التوراجا غالبا ما يدفنون بعد سنوات من موتهم يصل أحيانا لـ10 سنوات ، لتمكين الأسر من جمع ما يكفي من المال لتنظيم الجنازة التي تكون تكلفتها بالملايين، وربما بمليارات من العملة المحلية، فهي الجنازة الأغلى ثمنًا على مستوى العالم، وهذا التقليد أو القطس الجنائزي طقس “مانيني” يسري على الجميع فقراء وأغنياء، ولحفظ هذه الجثث من التعفن والتحلل طوال تلك السنوات ، يتم حقنها بمحلول مكون أساسا من مادة الفورمول، وبعض الخلطات التقليدية المصنوعة من الأعشاب، وهذا يحدث كنوع من أظهار التوراجا حبهم واحترامهم لموتاهم، وعلى أمل ألا يكون محصول الأرز سيئا في العام التالي ولذلك يقام هذا الطقس دائما في أغسطس بعد موسم الحصاد وقبل الزرع .
مراسم الجنازة قبائل توراجا الإندونيسية
تقام المراسم الجنائزية للميت على مدار 5 أيام، وتكون في شهر أغسطس وسبتمبر في موسم الجفاف فقط وهي كالتالي:-
اليوم الأول لمراسم الجنازة :-
تجهيز أماكن للضيافة لكي تستوعب عشرات الالاف من المعزيين اللذين ياتون من كل المدن وكل القرى المجاورة وكل القرية التي بها الميت ، ويحمل كل المعزيين هدايا للميت كل حسب درجة قرابته وتتنوع ثيران وابقار وجاموس وخنازير ودخان وسجائر فاخرة وشاي وملابس وخراف وماعز.
قبيلة نساؤها عاريات و تبادل الزوجات بين الأصدقاء مقدس والنساء هدايا للضيوف ويمنع الاستحمام(الهيمبا)
تبدأ النساء في إعداد وليمة الطعام على نغمات خاصة وترانيم ويبدأ تحريك الجثمان داخل صندوق خشبي ملون ومزين ووضع رأسه ناحية الجنوب إعلانا لوفاته.
اليوم الثاني للمراسم:-
يبدأ اليوم باحتشاد المعزيين وشباب القرية وبدا خروج الميت من منزله وغرفته التي مكث بها لسنوات وهو ميت ويتقدم الجنازة شباب يحملون اعلام عددها نفس اعداد الثيران والجواميس والخنازير التي سيتم دبحها تضحية للميت ، ويمسك أقارب المتوفي من النساء بقماش أحمر طويل متوصل بخشبة الميت والصندوق الخشبي، ويرمز ذلك في معتقداتهم انه طريق الجنة للميت ، وتجوب الجنازة كافة شوارع القرية ويرقص الشباب ومن يحمل الميت على ترانيم خاصة جنائزية، لاسعاد الميت وتوديعه تجوب شوارع القرية، بهدف إعلام جميع القرية ببدء مراسم جنازته وبعدها إيصال التابوت للساحة و للمكان الذي ستقام به المراسم الجنائزية.
اليوم الثالث للمراسم:-
يقف كل أقارب وأهل المتوفي لأخذ العزاء من المعزيين القادمين من كل القرى والمدن المجاورة محملين بالهدايا ويتم تسجيلها في كشف خاص لردها لصاحبها حال حدوث وفاة، عقب وصول جميع المعزيين، يقوم الرجال باداء رقصتين، الرقصة الاولى يحمل الرجل سهم ودرع مصنوع من جلد الجاموس، ومرتدي خوذة عليها قرون ثور، ويرمز ذلك للثناء على شجاعة المتوفي خلال حياته، والرقصة الثانية رقصة الميدوخ، وهي دليل على ترابط شعب التوراجا، وتروي قصة حياة الانسان من لحظة ولادته للوفاة، بعدها تقوم النساء بتقديم مادبة الغذاء للمعزيين .
أغرب طقوس الزواج في العالم لدى عمالقة الكون.. قبائل الدينكا جنوب السودان
اليوم الرابع للمراسم :-
احتشاد جميع المعزيين في ميدان كبير لمشاهدة تصارع الثيران التي ستذبح للميت، لنقل روح المتوفي للحياة الابدية حسب اعتقادهم، ويتم المقامرة على الثور الذي يفوز ويحتفل الجميع في أخر اليوم بالثور الفائز.
اليوم الخامس والأخير:-
بدء قتل وذبح الثيران والخنازير وجميع الذبائح بشكل عنيف ، وتقطيعها وتوزيعها على المعزيين، وجميع أهل القرية وأهل القرى المجاورة، أما قرن الثيران من نصيب أهل المتوفى توضع على مقدمة المنزل، يعلقون قرون الجاموس بعدد موتاهم على أبواب المنازل ويشبه الأرشيف الخاص بموتى العائلة وعدد طقوس الجنائز.
وفي نهاية اليوم حمل جثمان الميت والسير بها لجميع مزارع الأرز الموجودة في القرية، يتم الرقص بالجثمان وبعدها بدء القاء كرات من الطين على الصندوق الذي يحوي الميت وتبدأ معركة القذف بالحجار وكرات الطين والنزول في الوحل وغمس الملابس في الطين والوحل، بعدها يتحرك الجثمان للقبر وهو كهف في الجبال، ويتم دفن الجثامين في الجبال والكهوف.
(شعب الماساي) أغرب قبائل إفريقيا..المرأة زوجة لكل الرجال في هذه القبيلة والرجل يتزوج 70 امرأة Maasai
القبور والدفن قبائل توراجا الإندونيسية
القبور لدى شعب التوراجا عبارة عن تجاويف في كهوف جبلية متراصة، توضع الجثث طبقا لمكانة الميت في القبيلة كلما على شانة الاجتماعي كانت مكانته عالية في الكهف وطبقا لمعتقدهم الارض مقدسة ولا ينبغي دفن الموتى بها، للأثرياء أماكن مخصصة للدفن، وللفقراء أماكن، دفن الفقراء ليس داخل الكهف ولكن تعلق التوابيت في حبال على جرف صخي في الكهف، أما الأغنياء يتم دفنهم في صخرة تسمى صخرة ميجاليس، ووتنحت أشكالهم في صخرة بنفس الملامح وطول القامة وتجاعيد الجسم ويتكلف التمثال 20 مليون روبية من العملة المحلية ، ويتم تلبيسه نفس ملابس المتوفي ويوضع صندوق الجثمان بجوار التمثال الذي يمثل الميت، ويكون على التمثال جالس على صخرة على شكل شباك أو بلكونة، وتحوي الصخرة 80 مقبرة لـ80 أسرة من أثرياء التوراجا.
والأغرب لدى التوراجا هو طريقة دفن الأطفال في شجرة عملاقة تحوي أبواب متفرقة بطول الشجرة، عبارة عن مقابر الأطفال، يوضع الطفل الميت في بطن الشجرة ويعتقدون بذلك عودته لبطن أمه وياكل من الشجرة وروحه تخرج من أعلى الشجرة، كل 3 الي 5 سنوات يتم فتح مقابر الأطفال داخل الشجرة ويخرجون الأطفال ويتم تطعيهم وتغير ملابسهم بملابس جديدة والتقاط صور معاهم، وإعادتهم مرة أخرى للقبر.
موضوعات ذات صلة:
أسرار وغرائب قبيلة الهيمبا الأفريقية.. يؤمن بتبادل الزوجات والنساء هدايا للضيوف ويجلسن عاريات